تمكن جيش المسلمين بقيادة طارق بن زياد في عام 711 ميلاديًّا، من فتح شبه الجزيرة الإيبيرية، وإقامة دولة الأندلس الإسلامية والتي أصبحت إحدى ولايات الدولة الأموية. بعد انهيار دولة الخلافة الأموية تمكن أحد أمراء بني أمية الفارين من بغداد من الاستقلال بحكم الأندلس وتأسيس إمارة قرطبة التي استمرت 179 عامًا. بعد ذلك، تفككت الأندلس إلى إمارات اشتهرت باسم «الطوائف»، وبدأت الدولة في الضعف شيئًا فشيئًا حتى سقطت غرناطة في يناير (كانون الثاني) 1492م، وفقدت الدولة الإسلامية جزءًا غاليًا من أراضيها.

في السطور التالية، نأخذك في رحلة غنية بالتفاصيل، للعيش داخل الأندلس ومواكبة الأحداث التي مرت عليها؛ منذ الفتح وحتى السقوط، عبر مجموعة من المسلسلات العربية التي اخترناها لك.

«رباعية الأندلس» التي لم تكتمل

سلسلة تحكي تاريخ الأندلس، منذ اليوم الأول لفتحه وحتى انهياره، وقد كان من المقرر أن تضم السلسلة أربعة مسلسلات من تأليف الدكتور وليد سيف، وإخراج حاتم علي، إلا أنه لم يظهر منها للنور سوى ثلاثة مسلسلات فقط، وهي:

1- «صقر قريش»: «عبد الرحمن الداخل» أول خليفة أموي في الأندلس

مسلسل سوري تاريخي من إنتاج عام 2002، ومن بطولة جمال سليمان (عبد الرحمن الداخل)، وباسم ياخور (أبو مسلم الخراساني)، ومحمد مفتاح (التابع بدر)، وتيم الحسن (الوليد بن يزيد)، وأمل عرفة (زينب)، وسلاف فواخرجي (الجارية حلل).

حصل المسلسل على ثلاث جوائز؛ أفضل مسلسل تاريخي وأفضل مخرج تاريخي وأفضل سيناريو تاريخي في مهرجان القاهرة للإعلام العربي 2003.

يبدأ المسلسل بطفولة «عبد الرحمن بن معاوية» المعروف باسم عبد الرحمن الداخل، وبداية ظهور العباسيين خلال فترة ضعف الدولة الأموية في الشام بعد تولي الوليد بن يزيد الخلافة. تمكن العباسيون من إسقاط الأمويين عام 750، ومطاردة الأمراء الأمويين.

تمكن الأمير «عبد الرحمن بن معاوية» من الفرار من الشام إلى مصر ثم عبوره لصحراء إفريقية حتى دخوله الأندلس حيث أسس الدولة الأموية الجديدة بعد انهيارها في الشام ليصبح أول خليفة أموي في الأندلس. استمر عبد الرحمن الداخل في الحكم 50 عامًا واجه خلالها الفتن والثورات وتعرض لخيانة بعض أقربائه، لكنه تمكن من إقامة ملك عظيم.

2- «ربيع قرطبة»: قصة صعود «الحاجب المنصور» من عامة الشعب إلى كرسي المُلك

مسلسل سوري من إنتاج 2003، من بطولة تيم الحسن (المنصور محمد بن أبي عامر)، ونسرين طافش (صبح البشكنجية)، وجمال سليمان (الحكم)، ومحمد مفتاح (إبراهيم الحداد). المسلسل حصل على جائزة أفضل مسلسل تاريخي، وجائزة أفضل سيناريو تاريخي في مهرجان القاهرة العربي للإعلام 2004.

تدور الأحداث في فترة ازدهار قرطبة، وهي المرحلة ما بعد صقر قريش، والسابقة لعصر ملوك الطوائف. يتناول المسلسل طرفًا من خلافة عبد الرحمن الناصر، إضافة إلى فترة خلافة ولده الحكم المستنصر بالله، وقصة صعود المنصور محمد بن أبي عامر من عامة الشعب ليصبح حاجب الخليفة هشام المؤيد بالله، ويؤسس الدولة العامرية القوية في الأندلس.

3- «ملوك الطوائف»: عصر الدويلات المتناحرة وبداية نهاية الأندلس

مسلسل سوري أنتج عام 2005، ويعد الثالث في رباعية الأندلس، ويروي قصة عصر ملوك الطوائف في الأندلس. المسلسل من بطولة أيمن زيدان (المعتضد بن عباد)، وجمال سليمان (ابن زيدون)، وسلاف فواخرجي (اعتماد الرميكية)، وسوزان نجم الدين (ولادة بنت المستكفي).

تبدأ أحداث المسلسل بسقوط الخلافة الأموية في الأندلس وبدء عصر الدويلات المتناحرة، وتركز على المعتمد بن عباد (ملك مملكة إشبيلية) الذي استعان بالمرابطين بقيادة يوسف بن تاشفين لصد هجوم ملك قشتالة.

4- «ليلة سقوط غرناطة»: هذا ما حدث في الليلة الأخيرة

مسلسل تاريخي من إنتاج إستوديوهات عجمان عام 1979، بطولة عبد الله غيث، وعبد الرحمن أبو زهرة، ومحمد وفيق، وراوية أباظة، وسميرة عبد العزيز، وقصة وسيناريو وحوار محفوظ عبد الرحمن وإخراج عباس أرناؤوط.

يتناول المسلسل أحداث الليلة التي سقطت فيها غرناطة، وكيف سلم آخر حكام الأندلس محمد الصغير مفاتيحها إلى الملكة إيزابيلا الأولى ملكة قشتالة وفرناندو الثاني ملك أراجون، كما أبرز المسلسل حال الوزراء وقيادات الجيش وعامة الناس في تلك الليلة.

أوضح المسلسل حالة الصراع النفسي التي عاشها محمد الصغير في تلك الليلة، فبينما كان يريد الاستسلام من أجل النجاة، كان «موسى الغساني» قائد جيوشه يصر على القتال وعدم التفريط في الأرض.

بسبب توقيت إنتاج المسلسل بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، امتنع التلفزيون المصري عن شراء المسلسل أو قبول نسخة مجانية منه، ولم يُعرض على شاشته قط، ووجهت إلى كاتب المسلسل تهمة إهانة الرئيس عبر الإسقاط السياسي في مسلسله. بعد حرب لبنان، بدأت الدول العربية في شراء حق عرض المسلسل وعرضه على شاشاتها.

5- «المرابطون والأندلس»: هكذا سيطرت قشتالة على الأندلس

مسلسل تاريخي من إنتاج المركز العربي للإنتاج الإعلامي (الأردن) عام 2005، كتبه جمال أبو حمدان، وأخرجه ناجي طعمي. المسلسل من بطولة سامر المصري (المعتمد بن عباد) وعابد فهد (ألفونسو السادس)، وفتحي الهداوي (يوسف بن تاشفين)، وسلوم حداد (المعتضد بن عباد).

تدور أحداث المسلسل في فترة تقسيم الأندلس إلى دويلات متناحرة أدت إلى ضعفها مما منح الفرصة لملوك قشتالة من محاولة فرض سيطرتهم على الأندلس. كما يرصد المسلسل نشأة دولة المرابطين في المغرب، ودورها بقيادة يوسف بن تاشفين في توحيد الأندلس مرة أخرى تحت حكمه.

6- «زمان الوصل»: الأندلس بين سندان الفتن الداخلية ومطرقة الأخطار الخارجية

مسلسل تاريخي من إنتاج المركز العربي للإنتاج الإعلامي (الأردن) عام 2002، كتبه جمال أبو حمدان، وأخرجه عارف الطويل. المسلسل من بطولة عبد الرحمن آل رشي (الحكم بن هشام)، وجهاد سعد (الأمير عبد الرحمن بن الحكم)، ورنا الأبيض (اليمامة بنت عامر)، وياسر المصري (مالك بن طريف).

يتناول المسلسل الأخطار التي تعرضت لها الدولة الأموية في الأندلس من صراعات وفتن داخلية في محاولة لزعزعة أركانها، هذا بالإضافة إلى الأخطار الخارجية التي تهدف إلى زوال دولة الأندلس. ركز المسلسل على فترة حكم عبد الرحمن الثاني لإمارة قرطبة، ومساعيه لحل الخلافات والصراعات.

7- «فتح الأندلس»: هكذا كانت البداية

مسلسل تاريخي كويتي من إنتاج عام 2022، بطولة سهيل جباعي (طارق بن زياد)، وتيسير إدريس (الملك لوذريق)، وعاكف نجم (أبو بصير)، ورفيق علي أحمد (موسى بن نصير). المسلسل من تأليف ستة كتاب هم: أبو المكارم محمد، صالح السلتي، صابر أحمد، محمد اليساري، مدين الرشيدي، إبراهيم كوكي، ومن إخراج محمد سامي العنزي.

يتناول المسلسل حياة القائد طارق بن زياد، ومسار فتوحاته بدءًا من طنجة، مرورًا بسبتة، حتى فتح الأندلس في ولاية موسى بن نصير.

بعد عرضه، واجه المسلسل العديد من الانتقادات في المغرب والجزائر حتى وصلت إلى ساحات المحاكم، بدعوى زعزعة العقائد الوجدانية المترسخة لدى المغاربة، لاحتوائه على محتوى لا ينسجم مع ثوابت التاريخ المغربي، وذلك لأن المسلسل لم يتعرض لأصول طارق بن زياد الذي يؤمن المغاربة أنه أمازيغي من شمال أفريقيا. وقد جاء رد المخرج بأن العمل درامي وليس وثائقيًّا، ولذا فقد ارتأى ألا يضع طارق بن زياد في إقليم ومكان معين، وقرر التقليل من أهمية أصوله.

تحميل المزيد