أكثر من شهر مر على حادث مقتل الصحافي السعودي المعارض، جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، بتركيا، وهو الحادث الذي أقلق نوم الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده، محمد بن سلمان، لليالٍ طويلةٍ، باحثين عن إجابات يستطيعون الرد بها على تساؤلات المجتمع الدولي حول تفاصيل الحادث.
ومنذ اختطاف خاشقجي يوم الثلاثاء الذي وافق الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) 2018، انطلقت دعوات إطلاق سراحه، وتحديد مكانه، المرتبطة دائمًا بالقلق حول مصيره، والتي صدرت من كل صوبٍ وحين؛ من جهات محلية، وعربية، وإقليمية، ودولية مختلفة. وبعد بداية تداوُل الأنباء حول اغتيال خاشقجي، تعاطف صحافيين العالم مع صديقهم، مطالبين دول العالم بمقاطعة المملكة العربية السعودية، وعائلة آل سعود الحاكمة، مع الأخذ في الاعتبار ردود فعل قوية، وذلك بعد إعلان ثبوت الأخبار المتداولة حول اغتيال خاشقجي.
الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كان بالتأكيد من الأطراف الدولية التي علَّقت على الحادث؛ إذ تعددت ردود فعله وتصريحاته من وقتٍ لآخر حول القضية، ويبدو أن حيرة ترامب ستظل موجودة؛ حيرته بين أخذ موقفًا قويًا ضد ما فعلته المملكة العربية السعودية في خاشقجي، أو الإبقاء على العلاقات السعودية التي تُكسبه الكثير من الأموال.
قتلوه بدمٍ بارد.. ملف «ساسة بوست» عن مقتل جمال خاشقجي الذي هزّ العالم
وقد ذكر ترامب في تصريحاتٍ أدلى بها أمس الاثنين 23 أكتوبر 2018، أنه «غير راضٍ» عن تفسيرات السعودية حول مقتل خاشقجي، لكنه لفت إلى سعيه للحفاظ على الاستثمارات التي تقدمها المملكة، قائلًا: «لا أريد أن أخسر الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة، والتي تبلغ قيمتها 110 مليار دولار».
وتعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أهم الدول الشريكة للولايات المتحدة الأمريكية، خاصةً فيما يتعلق بتجارة الأسلحة؛ إذ تعتبر المملكة المستورد الأول للسلاح الأمريكي في العالم على مرّ التاريخ.
ما أنفقته المملكة على الأسلحة الأمريكية في آخر 10 سنوات فقط يساوي أكثر من 40% مما أنفقته على الأسلحة الأمريكية خلال أكثر من 50 عامًا.
ومنذ أن بدأت تجارة الأسلحة بين الجانبين: الأمريكي، والسعودي عام 1952، فإن قيمة إجمالي الواردات السعودية من السلاح الأمريكي حتى هذه اللحظة، تبلغ 61.78 مليار دولار أمريكي.
الجدير بالذكر أن الواردات السعودية من الأسلحة الأمريكية ارتفعت خلال الأعوام القليلة الماضية بمعدلات كبيرة للغاية؛ إذ أن ما أنفقته المملكة العربية السعودية على استيراد الأسلحة الأمريكية خلال السنوات العشر الماضية يبلغ إجمالي قيمته 10.63 مليار دولار أمريكي، في حين أن ما أنفقته المملكة خلال 50 عامًا كاملة بدايةً من عام 1952 وحتى 2002، بلغ إجمالي قيمته 26.35مليار دولار أمريكي، أي أن ما أنفقته المملكة على الأسلحة الأمريكية خلال 10 سنوات فقط يساوي أكثر من 40% مما أنفقته على الأسلحة الأمريكية خلال 50 عامًا.
وفيما يلي إنفوجرافيك حول قيمة الواردات السعودية من الأسلحة الأمريكية خلال السنوات العشر الماضية:
المصادر:-
Trump ‘not satisfied’ with Saudi response to Khashoggi killing, but not willing to risk arms sales
President Trump says he’s ‘not satisfied’ with Saudi response on journalist’s death