فرض المجتمع الكثير من المحظورات والقيود على قضايا الجنس عامة؛ وعلى مسألة غشاء البكارة خاصة، الأمر الذي أدى إلى انتشار الكثير من الشائعات والمعلومات الخاطئة حوله، إلى درجة أدت في الكثير من الأحيان إلى ارتكاب جرائم القتل والعنف، وإفساد العلاقات، وزرع الشكوك نتيجة الجهل.
والحقيقة أن مسألة غشاء البكارة والهالة المحيطة بها لا تقتصر على الشعوب العربية؛ ففي اللغة الإنجليزية غشاء البكارة يعني (hymen) وهو اسم يعود إلى الثقافة الإغريقية القديمة؛ وقتذاك كان هايمينوس هو إله الزواج وبشكل عام ارتبط اسمه في الثقافات جميعها بمعنى العفة والعذرية، وذلك على الرغم من عدم وجود دليل يربط بين غشاء البكارة والعفة.
في هذا التقرير نستعرض معكم 10 معلومات عن غشاء البكارة ربما لم تسمع بها من قبل:
1. غشاء البكارة عبارة عن طبقة رقيقة من الجلد تحيط بفتحة المهبل أو تغطيها جزئيًّا، ويوجد على عمق سنتيمترين بداخل فتحة المهبل، ويحتوي في مركزه على فتحة صغيرة تسمح بخروج دم الحيض كل شهر.
2. لا تملك جميع الفتيات غشاء بكارة متشابه، وقد تولد بعض الفتيات دون غشاء بكارة، وعادة ما ينفض الغشاء مع أول ممارسة جنسية كاملة، ولكن في بعض الأحيان الأخرى قد لا يحدث ذلك؛ فالغشاء المطاطي على سبيل المثال لا يمكن فضه بسهولة، وأحيانًا قد يظل موجودًا حتى ولادة الطفل الأول.
3. ممارسة الفتيات لبعض أنواع الرياضة التي تحتاج إلى مجهود بدني كبير، قد تؤدي إلى فض غشاء البكارة؛ والحقيقة أن فض الغشاء لا يأتي تحديدًا من ممارسة الرياضة، ولكنه قد يحدث بسبب حوداث السقوط على منطقة المهبل مثل حوداث السقوط في رياضة ركوب الدراجات، أو ركوب الخيل، أو رياضات القفز المختلفة، ولكن هذا لا يجعلنا نقول إن ركوب الدراجات يؤدي إلى فض غشاء البكارة أو إلى فقدان العذرية.
4. لغشاء البكارة أشكال مختلفة؛ فهناك النصف قمري، وهو الأكثر شيوعًا بين الإناث، ويشبه شكل منتصف القمر؛ ولذلك يسمح بسهولة بمرور دم الحيض من خلاله، وهناك غشاء البكارة الكامل (Imperforate hymen) الذي يغطي فتحة المهبل تمامًا، وبالتالي يمنع نزول دم الحيض؛ الأمر الذي يجعله يتجمع على هيئة كتل دموية في منطقة المهبل، وأحيانًا تجد الفتاة صعوبة في التبول، والحل في هذه الحالة هو الخضوع لعملية جراحية بسيطة يُزال خلالها النسيج الإضافي الزائد في غشاء البكارة.
5. هناك أيضًا الغشاء بالفتحة الصغيرة (Microperforate hymen) وهذا أيضًا يغطي فتحة المهبل بشكل كامل، ولكنه يسمح بمرور دم الحيض عبر فتحته الصغيرة، وعلى غراره غشاء البكارة ذي الفتحتين (Septate hymen) الذي يسمح أيضًا بعبور دم الحيض من خلال الفتحتين، وبالنسبة للغشاء الغربالي (Cribriform Hymen) فهو يحتوي على عدد كبير جدًّا من الفتحات تمامًا مثل الغربال، وهذا الغشاء نادر الوجود، أما الغشاء المطاطي فهو الأكثر صعوبة في فضه، وفي الكثير من الأحيان لا يُفض إلا مع ولادة الطفل الأول أو بالتدخل الجراحي.
6. لا يمكن للفتاة أن تعرف نوع غشاء بكارتها بنفسها؛ إذ لا بد من الذهاب إلى طبيب نساء حتى يخبرها، وعادة ما يكون الغشاء وردي اللون، ولا يُفض الغشاء من تلقاء نفسه أو من شطاف المياه، خاصة وأنه يوجد على عمق سنتيمترين داخل المهبل.
7. يُفض غشاء البكارة خلال التواصل الجنسي الأول من جراء عملية الإيلاج ودخول القضيب إلى فتحة المهبل، وقد يحدث ألم مصاحب لتلك العملية، ولكنه لا يحدث بسبب فض الغشاء، وإنما ينجم عن ضيق فتحة المهبل مقارنة بحجم القضيب، فإذا حدث الاتصال الجنسي نفسه دون ألم، فلن تكون هناك أية آلام ناتجة عن فض الغشاء.
8. فض غشاء البكارة قد لا يصاحبه نزيف أو نزول للدم؛ ففي بعض الأحيان قد تنزل مادة زهرية اللون بدلًا من الدم، وتكون غير ملاحظة.
9. لا يشعر الشريك أبدًا بوجود أو عدم وجود غشاء البكارة، ولكن ما يشعر به تحديدًا أثناء الاتصال الجنسي، هو تقلصات عضلة الرحم حين الوصول لهزة الجماع. وفي حال مارس الشريك الجنس للمرة الأولى بشكل عنيف، فقد يحدث تمزق في الأنسجة المبطنة للمهبل مما قد يصاحبه حدوث نزيف دموي.
10. يمكن رتق غشاء البكارة أو استعادته مرة أخرى، عبر جراحة تجميلية ترتكز على تجميع الأجزاء المتبقية من الغشاء، والموجودة بطانة المهبل، وخياطتها معًا مرة أخرى، وذلك من خلال استعمال خيوط قابلة للتحلل عند التئام الجرح، وتستغرق العملية عادة 45 دقيقة.
وهناك طريقة أخرى للرتق تقوم على خياطة الشفرتين الخارجيتين معًا، وهو ما يطلق عليه اسم «الختان الفرعوني»، وفي جميع الأحوال يجب أن يتبع عملية الرتق راحة كاملة لمدة ستة أسابيع قبل أي تواصل جنسي، وذلك من أجل التئام الجروح من جهة، وإعادة رتق الغشاء بالكامل من جهة أخرى.