سياسة كانت حاضرةً ولا تزال قائمةً وهي أداة بيد الساسة لإلهاء الشعب في قضيةٍ ما تأخذ اهتمامًا في مواقع التواصل الاجتماعي،

وهم علموا الشعب أن يبقى مركزًا على هذه المشكلات التي تفتعل لغايةٍ ما، وتكون إعلامية بحتة حتى يُسلط الضوء على قضيةٍ ما، وتنسى كثيرًا من القضايا المهمة التي تهم الشارع العراقي، ومن هنا فإن الطاولة المستديرة حاضرة في كل المشكلات، وافتعال أزمة الغاية منها تنفيذ مشروع ما أو تنصيب شخصية ما، أو عدم فتح ملفاتً ما، أو تمرير صفقة ما.

شهد العراقيون كثيرًا من الأزمات المفتعلة، منها أزمات سياسية واجتماعية وعقائدية وطائفية، وهذه الأزمات دائمًا ما تصدر إلى الشارع ليشغل همه ويكون هو الشغل الشاغل، ومن هذه الأزمات أزمة الكهرباء وأزمة الفساد وأزمة تشكيل الحكومة وأزمة صراع الأحزاب وأزمة الوباء وأزمة الوقود وأهم أزمة، التي يحتدم عليها الصراع وتكون بمثابة الدجاجة البياضة للأزمات والمشكلات هي تسمية رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.

وقت الأزمات

دائمًا ما يكون وقت الأزمات من ثلاثة أيام إلى أسبوع كحد أقصى، ودائمًا ما يتم اختيار الوقت حين تظهر قضيةٌ ما تمس طول بقائهم في السلطة.

مثلًا:

التسريبات لزعيم سياسي عراقي تم انتشارها في مواقع التواصل الاجتماعي من قبل صحافي استقصائي وأخذت صدى واسع لدى كل المراقبين والإعلامين؛ فهنا وفي هذا الوقت الحساس الذي يتم طرح أسماء لقيادة الفصل التنفيذي وإنقاذ الطبقة السياسية من التلاشي، هنا لا بد من افتعال أزمة لكي تتوجه الأنظار عليها، وينسى الشعب التسريبات الصوتية.

أزمات إراقة الدماء دائمًا تُنسى!

افتعال الأزمات دائمًا ما تكون سياسة ذات طابع مخابراتي إعلامي قوي، ومع الأسف دائمًا يكون المخطط  دمويًّا، وفيه قتل لتحريك عواطف الناس وتشاهدهم هم أول المعزين وأول الهاتفين.

أزمات إراقة دماء الشعب تكررت مرارًا في كل السنوات السابقة مثل الانفجارات والطائفية، والقتل على الهوية والسيارات المفخخة والحروب والفتاوى التكفيرية والفتاوى الدينية لقتل الشباب العزل، وحرق المستشفيات براقديها وإغراق الاموال وحرق صناديق الانتخابات وتفجير أكداس الأسلحة، وقصف البعثات الدبلوماسية وغيرها تطول القائمة.

ومع الأسف أكررها مرة ثانية؛ إن الشعب ينسى ويتناسى سفك الدماء بمجرد انتهاء اليوم الثالث من العزاء، وكأن لم يكن شيئًا والدليل واضح جدًا في قضية سبايكر الشباب المتظاهر والمغيبين، والمهجرين وحرق المرضى في المستشفيات، وكل هذه الجرائم قيدت ضد مجهول.

وبعد كل الذي ذُكر وتم فيه ممارسات سياسات خطأ ضد الشعوب بشتى أنواع الأساليب إن كانت سياسية أو عقائدية، فهنا من المحتمل أو يمكن أن أقول من الضروري أن نشهد في الأشهر المقبلة سياسة تمارس من قبل الشعب ضد هذه الطبقة السياسية الحاكمة، لكسب الجولة الأخيرة، ومن ثم تحسب النقاط للفائز في المباراة النهائية، ومن ثم سيقع بالفخ نفسه مَن كان يرسم الخطط لتلك السياسات، التي سوف تمارس عليهم بالأسلوب نفسه، لكن هذه المرة بالطريقة العكسية للحساب السياسي والاقتصادي، وسوف نشهد احتقان وغليان شعبي يفيض من أزقة وشوارع محافظات العراق، وسيكون هذا الغليان أشبه بذوبان الثلج في صيف ملتهب، وسيكون صيفًا حارًّا وساخنًا على صفيح الكتل السياسية المنحازة لعملها الفئوي والشخصنة الحزبية المقيتة، التي كرهها الشعب وأصبح عديم الثقة والمصداقية بكم، وبعملكم البائس الفقير.

والأمر الذي يجب أن ينتبه إليه الجميع هو أن أزماتنا هذه سوف تغرق جميع المراكب السياسية!

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

تحميل المزيد