فراق من نحبهم صعب، والاعتراف برحيلهم أحيانًا يكون أصعب، ولذلك قد يتعثّر البعض في مرحلة الإنكار بعد وفاة أحد المقربين، ولكن هل تخيّلت أن هذا الحزن قد يدفع بالبعض لعدم التخلي عن جثث أحبابهم والعيش معهم في منزلٍ واحد وعلى فراش واحد وأجسادهم خالية من الحياة؟
لقد وقعت حادثة مؤخرًا لسيدة مصابة بالزهايمر؛ حينما توفي زوجها الذي كان يرعاها ولم تدرك وفاته نظرًا لحالتها العقلية، وظلّت هائمة في منزل واحد مع الجثة لما يقرب من شهر حتى انبعثت الرائحة وتدخَّل الجيران لاكتشاف الأمر.
لكنّ هذا حدث بالمصادفة، فهل يمكن لشخص عاقل وواع أن يحتفظ بجثة حبيبه لمجرد أنه لا يريد أن يفارقها؟ في هذا التقرير ستعرف الإجابة عن ذلك، والتي قد تكون مفاجئة لك.
«حتى أتمكن من ضمها ليلًا».. عاش 5 سنوات مع جثة زوجته
يقولون أنّ الحب لا يعرف الحدود أو المستحيل، ولكن لي فان تعدّى تلك الحدود بأميال طويلة؛ فهذا الرجل الفيتنامي البالغ من العمر 55 عامًا كان يحب زوجته حبًا عميقًا، ولم يكن يستطع الذهاب إلى الفراش طوال سنوات زواجهم إلا وزوجته بجواره حتى يضمها؛ ويشعر بالأمان والدفء، ولذلك حينما توفيت زوجته؛ لم يكن الأمر سهلًا عليه، ولأنه كما وصف نفسه: «رجل مختلف ويتصرّف غير بقية البشر»؛ فهو لم يتقبل تلك المصيبة كما يتقبلها معظم البشر بالصبر والحزن، بل كان لديه حلول أخرى.
تقرير قصير يتضمن أكثر من صورة للرجل مع جثة زوجته
في البداية، وحينما توفيت زوجته عام 2003؛ وجد لي فان صعوبة في النوم على فراشه بالمنزل دون زوجته، وكأن الفراش تحول إلى لوحٍ من الثلج لا يمنحه أي دفء، ولذلك جمع مستلزمات نومه، وذهب إلى قبرها ونام بجوار القبر؛ الأمر الذي منحه بعض الدفء؛ مدركًا أنه في أقرب مكان يمكن أن يصل إليه لزوجته وفقًا للظروف الحالية، ولكن بالنسبة لرجل يرى نفسه مختلفًا عن باقي البشر، بعد فترة لم يكن هذا كافيًا أيضًا.
بعد مرور ما يزيد عن 20 شهرًا، نام فيهم الزوج بجوار قبر زوجته؛ شعر بالخوف على بقايا جثتها من الأمطار حينما تأتي، والرياح إذا هاجمت أتربة القبر، أو هكذا أخبر أبناءه حتى يبرر لهم خطته في فتح قبر والدتهم وإعادة ما تبقى من جثتها للمنزل؛ الأمر الذي أثار فزعهم وحاولوا منعه، ولكنه في ليلةٍ ما تسلَّل إلى القبر وأحضر ما تبقى من جثة زوجته ووضعها على الفراش.
إذ كان كل ما يفكر فيه هو رغبته في احتضان زوجته قبل النوم، لكنّ تحلل الجثة ومظهرها ورائحتها منعه من ذلك، ولكن هذا أيضًا؛ لم يوقف خطته وكان لديه حلٌّ لتلك العقبة.
لي فان بجوار زوجته. الصورة من تقرير مصور على موقع يوتيوب
ولأن لي فان رجل فقير من فيتنام لا يفقه شيئا عن الطرق المتبعة للحفاظ على الجثث المتحللة، فإن مرور شهور طويلة على دفن جثة زوجته قد دمر ملامحها الخارجية تمامًا؛ ولذلك لجأ للجبس والطين ووضع منهم طبقات فوق بقايا جثتها المتحللة، وصنع من زوجته دُمية صالحة للاحتضان، وألبسها ملابسها ووضع مساحيق التجميل على وجهها لتبدو وكأنها ما زالت على قيد الحياة، ثم قضى ما يقرب من خمس سنوات؛ ينام بجوار جثة زوجته في الفراش؛ حتى يتسنى له ضمها قبل النوم.
تلقت السلطات في بلدة الرجل شكاوى من جيرانه، معربين فيها عن قلقهم من التلوث البيئي الذي قد ينتج عن وجود تلك الجثة المتحللة بالمنزل المجاور لهم، ولذلك -وفقًا لتصريحاته للإعلام- اضطر تران ترونج عمدة البلدة للتدخل وإقناع الزوج بأن دفن زوجته ضرورة لا مفر منها، وعلى مضض وافق الزوج على الدفن، ولكن وصلت بلاغات أخرى تفيد بأن الرجل لا يزال يحتفظ ببقايا من جثة زوجته في المنزل؛ وهو الأمر الذي لم تستطع السلطات إثباته؛ فتركوه وشأنه، منذ عام 2013، وتوقفت التغطية الإعلامية لقصة الزوج الفيتنامي منذ ذلك الحين.
لأيّ مدى قد يصل إخلاص الزوجة؟
في شتاء عام 2012؛ وأثناء البرودة القارسة في الليل، استيقظت الزوجة البلجيكية المُسنة التي تبلغ من العمر 70 عامًا؛ وهي تشعر بالبرودة تزيد في فراشها، لتكتشف أن الزوج قد توفِّى جراء أزمة تنفسية أثناء نومه؛ الأمر لم يكن قابلًا للتصديق، فهذا هو زوجها مارشل إتش الذي عاشت معه أكثر ما عاشت قبل زواجها منه، لماذا لا يردّ عليها؟ ولماذا جسده متجمد هكذا؟، وفي تلك اللحظة لم تمر الزوجة بمراحل الحزن المعروفة للبشر، بل توقف وعيها عند مرحلة الإنكار، إن زوجها لم يمت، ولن تخبر أحدًا بشيء.
كانت المرأة حزينة ومدمرة، ولم تستطع أن تتصل بأحدهم وتخبره أن زوجها قد مات، تلك الكلمة كانت كبيرة على فهمها، إلى جانب أنها لم تستطع أن تودعه ولذلك احتفظت بجثته في فراشها لعامٍ كاملْ ونامت بجواره طوال تلك الفترة بغض النظر عن رائحة التحلل القوية، ولم يكتشف أحدٌ ما حدث لأن الزوجين كانا يعيشان بمفرديهما، لكن ما فضح الأمر هو إبلاغ مالكي المنزل بأن تلك المرأة وزوجها لم يدفعا الإيجار لمدة طويلة وهُنا اقتحمت الشرطة البلجيكية المنزل ليجدوا الرائحة النفاذة قادمة من الغرفة، ويدركوا ما حدث.
الجثة كما وجدتها الشرطة على فراش الزوجة. مصدر الصورة موقع pinterest
وتعليقًا على الحادث، صرح فيليب بوكسو الطبيب الشرعي أن جثة الزوج وجدت مُحنطة؛ نظرًا للبيئة الجافة الدافئة التي حفظتها الزوجة فيها، مشيرًا إلى أن الجثث تحتاج أسبوعا على الأقل قبل أن تصل لتلك الحالة المُحنطة، وهذا معناه أن خلال هذا الأسبوع، وأثناء نوم زوجته بجواره، مرت الجثة بمراحل التحلل التي تحدث للأعضاء الداخلية وتتحول إلى سائل لزج وصل إلى الفراش، والذي امتلأ بدوره بالعفن والحشرات التي هجمت على الجثة أثناء تحللها.
لكن بعد هذا الأسبوع، تبدأ الرائحة والتي تشبه رائحة القمامة بالانخفاض، وهذا قد يوضح كيف تحمّلت الزوجة النوم بجواره لما يقرب من عام، وأضاف بوسكو أن تلك ليست المرة الأولى التي يصادف فيها موقفًا كهذا، فقد قابل ما يزيد عن أربعة أشخاص رفضوا التخلي عن جثة شريكهم بعد وفاته.
طبيب الأشعة عاش مع جثة حبيبته 7 سنوات
الألماني كارل تانزلر؛ كان طبيبًا وخبيرًا في الأشعة، ولكنه امتلك جزءًا روحانيًا رومانسيًا في أعماقه، ولذلك ظل هذا الحلم يطارده لسنوات حتى بعد زواجه، والذي يرى فيه تلك المرأة التي يشعر في الحلم أنها فتاة أحلامه ونصفه الآخر وسببًا لسعادته للأبد، وبعد مرور السنين، وفي أحد أيام عام 1930؛ وقف تانزلر ينظر لتلك الفتاة التي تقف أمامه في أروقة المستشفى، غير مصدق ما يراه، ويظن أنه حلم آخر؛ فتلك هي الفتاة التي يراها في أحلامه، نفس الملامح، والشعر الأسود، والهيئة الضئيلة الرقيقة.
شاهد تقريرا باللغة الإنجليزية يتضمن مجموعة من الصور لكارل وحبيبته:
ولكن كانت هُناك عقبات وقفت في طريق تحقيق هذا الحلم على أرض الواقع، ولم يكن زواجه واحد منها، بل كان السبب الرئيسي ان التلك الفتاة مُصابة بمرض السل، والذي لم يكن له علاج في هذا الوقت سوى انتظار الموت بصبر، وحاول تانزلر كل ما بوسعه لإنقاذها ولكنه لم يفلح، ولذلك حينما طلب من أسرتها أن يبني لها قبرًا فوق الأرض حتى يستطيع زيارتها؛ وافقوا شفقة على حالته الحزينة، ولكنهم لم يدركوا ما كان ينوي فعله.
تانزلر وجثة حبيبته بعد أن أصلحها. مصدر الصورة « the13thfloor»
بعد مرور سبع سنوات من بناء تلك المقبرة، بدأت الشكوك تثار حول الرجل الذي يعيش وحيدًا، ومع ذلك يتردد يوميًا على متاجر نسائية يبتاع منها كل ما يجعل المرأة في أبهى صورها، وزادت الشكوك حينما شاهده أحد جيرانه يرقص مع امرأة تبدو مشوهة ولا حيلة لها، وحينما علمت شقيقة حبيبته المتوفاة بتلك المعلومة زارته لتكتشف ما يدور؛ وأن الطبيب يعيش مع جثة شقيقتها المتوفاة منذ سبعة أعوام دون علمهم.
بعد التحقيقات اكتشفت الشرطة أن تانزلر سرق جثة حبيبته بعد دفنها مباشرة، ونقلها إلى مختبره الخاص، وأجرى بعد التغيرات على جثتها لتكون صالحة للعيش معه فترة طويلة؛ فشذب جلدها، ووضع القماش داخل جثتها، وألصق عيونا زجاجية مكان عينها المتحللة.
ووجدت الشرطة أيضًا أنبوبًا داخليًا في أعضائها التناسلية؛ حتى يسمح له بممارسة الجنس معها دون تهتك الجثة، وقاضته المحكمة بتهمة تدمير جثة دون تصريح من الأسرة، ولكن مع الوقت تحولت قضيته في ذاك الوقت لقضية رأي عام؛ عندما تعاطف معه الكثير ووجد بعضهم أنها قصة رومانسية مؤثرة على الرغم من تفاصيلها المقززة.
أم تحتفظ بجثة ابنها 18 عامًا حتى يتواصل مع ولده
عندما يتوفى شريك الحياة تكون التجربة صعبة، ولكن الأصعب هو فراق أحد الأبناء، خاصة وإن كان هذا الابن شابًا لم يحفل بحياته بعد، وهذا ما شعرت به والدة الشاب الأمريكي جوني بكارادزه الذي توفي وعمره 22 عامًا، بعد أن رزق بطفل، وكان قد أوصاها ألا تجعل طفله ينساه ويحبه كما لو كان على قيد الحياة، فما كان من الأم إلا أن ابتكرت حيلة غريبة من أجل تنفيذ تلك الوصية.
شاهد أحد المقاطع المصورة التي وصلت للإعلام والأم تنظف مكان جثة ابنها بالمنزل:
البعض يحتفظ بالصور، والبعض الآخر يحتفظ بمقاطع مصورة أو ملابس بها رائحة الشخص المتوفى، ولكن تلك الأم أرادت لحفيدها أن يكبر بجوار أبيه، ولذلك احتفظت بجثة ابنها في منزلها 18 عامًا، وصنعت له قبرًا صغيرًا في غرفة الجلوس، وضعت فيه تابوتا يحوي جثته، ولم تجبرها الشرطة على إخراج جثته من المنزل.
صرحت الأم للإعلام، أنها في البداية كانت تستخدم الأساليب التقليدية للتحنيط والحفاظ على جثة ابنها، ولكنها في أحد الليالي روادها حلم نصحها فيه أحدهم باستخدام الكحول لتنظيف الجثة والحفاظ عليها وقد ساعدتها تلك النصيحة بالفعل، واستمرت في هذا الأمر حتى مرضت في السنوات الأربعة الأخيرة ولم تعد قادرة على رعاية الجثة التي انبعثت رائحتها في الأرجاء، وكُشف عن الأمر في نهاية عام 2013، ولكنها أكدت للإعلام وقتها أنها يجب أن تصلح الجثة مرة أخرى حتى يظل حفيدها قادر على التواصل مع والده، ومنذ ذلك الحين توقفت الأخبار عن تلك الواقعة.