ربما إذا ما قورن أي عام مع عام 2020 لن يكسب في سباق الإثارة؛ فعام 2020 هو العام الذي قرر فيه فيروس تاجيٌّ، لا يُرى بالعين المجردة أن يجتاح العالم، فيحصد الأرواح ويشل مخططات الدول، ويضرب الاقتصاد العالمي في مقتل، بعد إجراءات الإغلاق الكامل التي اتبعتها معظم الدول، في محاولة للحد من انتشاره، هذا بالإضافة إلى سلسلة طويلة من الأحداث الدرامية التي لم يكن لأحد أن يتوقعها قبله، في مسلسل أحداث درامي كان شديد القسوة بالنسبة للعديد من البشر في العالم.
لكن مع ذلك فإن عام 2021 لم يخل من الإثارة أيضًا، ربما ليس بقدر 2020 الذي ما زلنا نعيش على ظلاله بشكل أو بآخر، لكنه شهد أحداثًا مهمة ربما تمثل مفترق طرق في تحديد شكل المستقبل، فبينما كانت اقتصادات العالم تحاول التعافي من تبعات عام كورونا، كان الرئيس التركي على موعد مع إعلان خطة اقتصادية مثيرة للجدل تستهدف القطع مع النموذج النيوليبرالي وصندوق النقد الدولي؛ خطة ربما تغير في المستقبل تصوراتنا عن الاقتصاد إن نجحت أو فشلت، وعلى جانب آخر من العالم كان الصراع يحتدم بين روسيا والناتو وسط مخاوف من اجتياح أوكرانيا.
وفي أفريقيا وبينما كانت الأمور تتجه نحو الهدوء في ليبيا، اشتعلت الحرب الأهلية في إثيوبيا، فضلًا عن تصاعد موجة الانقلابات التي تشهدها القارة منذ سنوات، وقد شهد السودان وتونس هذا العام فصلًا من فصول تلك الموجة التي تجتاح القارة. وفي آسيا شهد العالم مشهدين مهمين أولهما الأداء المقاوم الرفيع في معركة «سيف القدس» بكل ما مثلته من تغير في إدراك العالم للقضية الفلسطينية، وبالاتجاه إلى الشمال قليلًا يصوب العالم أنظاره ناحية طهران لمعرفة ما الذي سينتج من المفاوضات مع النظام الإيراني بشأن برنامجه النووي، هذا فضلًا عما حدث في أفغانستان هذا العام مما رآه البعض واحدًا من أخطر المحطات في تاريخ الإمبراطورية الأمريكية، وأنه أفقدها الكثير من رصيد قوتها.
وعلى سطح العالم، يتبلور يومًا بعد يوم الصراع بين القطبين، الأمريكي الأقوى والصيني الطموح، ولا أحد يعلم حتى الآن الشكل الذي ستتخذه الحرب الباردة بينهما، أو ما إذا كانت ستتحول إلى حرب ساخنة يومًا ما، في سيناريو قد يعرض الكوكب بأكمله للدمار؛ الكوكب الذي شهد هذا العام بوضوح لا ريب فيه تأثيرات كارثية للتغير المناخي، وصلت إلى حد مجاعة قاتلة في مدغشقر.
في ظل كل هذه المتغيرات وأكثر نقدم لكم هذا الملف، الذي يحاول أن يلقي بعين على أهم ما حدث في العام الماضي، ويحاول بالعين الأخرى أن يتنبأ بالذي ينتظرنا في عام 2022.
فرص وإنجازات وأشياء ممتعة تنتظرنا.. الفنون والعلوم

علوم

ترفيه
حلبة السياسة في 2021.. وما ينتظرها في 2022

عربي

عربي

دولي