تنصح جيل جولدن، الطبيبة النفسية ورائدة الأعمال الحاصلة درجة الماجستير في إدارة الأعمال، بأن لا نفترض أن التحفيز دائمًا ما يأتي عن طريق دفع المزيد من العلاوات لموظفيك فحسب، فكل واحد منهم يفكر بطريقة مختلفة، ومن الجيد أن تبذل وقتًا لتعرف ما الذي يهم فريقك في العمل.
تواصل جيل جولدن حديثها حول الأمور التي يمكن أن يُشعل بها المديرون حماسَ العاملين لديهم لتحقيق أفضل النتائج وذلك في مقالها الذي نشره موقع «سايكولوجي توداي» الأمريكي؛ إذ تقول: يعاني العديد من عملائي من كيفية تحفيز موظفيهم (وأحيانًا تحفيز أنفسهم). فالجميع قد سئم من الجائحة، ومن متغير دلتا، ومن الكمامات، وشهادات التطعيم، وجوازات السفر. وربما تظن أننا تجاوزنا هذه المرحلة، ولكننا لم نفعل بعد.
وعلاوةً على ذلك، يشعر الجميع بالتعب بوجه عام؛ إذ عملنا بجد أكبر في ظل الظروف الصعبة التي مررنا بها على مدى العشرين شهرًا الماضية، ونود لو نرى بعض التقدير والمكافآت لقاء هذه الجهود المضنية، ولكننا للأسف لا نجد ما يكفي من ذلك. وقد ظل الناس في وظائفهم أثناء الجائحة وإن لم يكونوا سعداء؛ لأنهم شعروا بأنهم محظوظون لحصولهم على وظيفة من الأساس. ولكن الأبواب الموصدة فُتِحت الآن، وبدأ الناس في تغيير أماكن عملهم، وكثير من هؤلاء هم الأكثر موهبة وأداءً وكانت شركاتهم التي غادروها تأمل في الحفاظ عليهم.
كيف تُحفز موظفيك؟ الأمر لا يتعلق دائمًا بالمال
تلفت الكاتبة إلى أن كثيرًا من أصحاب الأعمال يفكرون في التحفيز، وعندما يفكرون فيما يجعل موظفيهم يبذلون قصارى جهدهم أثناء العمل، فإن أول ما يخطر في أذهانهم هو المال. ولذلك تبرز الكاتبة اهتمامها بقراءة مقال نُشر مؤخرًا في صحيفة «كراينز شيكاجو بيزنس (Crain’s Chicago Business)» تحدث عن استطلاع للرأي وجد أن الناس يقبلون بأموال أقل في مقابل الحصول على حوافز مختلفة.
إذًا ما هو هذا الحافز الذي قد يكون أقوى من المال؟ إنه خيار العمل من المنزل بدوام كامل. فقد وجد الاستطلاع أن 65% من الموظفين الأمريكيين الذين قالوا إن وظائفهم يمكن إنجازها عن بعد كانوا على استعداد لتخفيض رواتبهم 5% مقابل العمل من المنزل. بينما قال 15% إنهم على استعداد لتخفيض رواتبهم بنسبة تصل إلى 25% إذا أُتيحت لهم فرصة العمل من المنزل.
ولم يكن هؤلاء الموظفون على استعداد لتقليل رواتبهم فحسب، بل كانوا على استعداد لتقليل مدة إجازاتهم المدفوعة؛ إذ قال 46% إنهم على استعداد للتخلي عن ربع إجازاتهم المدفوعة، بينما كان 15% منهم على استعداد للتخلي تمامًا عن إجازاتهم في حال سُمح لهم بالعمل من المنزل.
3 دروس حول تحفيز الموظفين
الدرس الأول: إذا كنتَ ترغب في تحفيز موظفيك كي يصلوا إلى ذروة أدائهم، فلا تُركز على المال وحده. فكثير من الموظفين يجدون المرونة في العمل من المنزل مكافأة أكبر من المال.
تعلِّق الكاتبة قائلةً: وكان هذا الأمر مفاجئًا جدًّا لي، فأنا متحمسة جدًّا للعمل من مكتبي بعد أكثر من عام على العمل من المنزل، وربما أحتاج لزيادة راتبي زيادة كبيرة كي أستمر في العمل من المنزل، وهذا يقودنا للدرس الثاني.
الدرس الثاني: عندما تُفكر في تحفيز موظفيك، فليس هناك قالب واحد يناسب الجميع. وبالطبع ليس ما يحفزك أنت شخصيًّا هو ما يصلح لجميع الموظفين.
ربما تقول لنفسك: وما الجديد في هذا؟ ولكني وجدت أن هذا التعميم شائع جدًّا عندما يُفكر القادة في التحفيز. وحتى عندما تعلم أن ما يحفز الناس يختلف من شخص لآخر، يبقى لديك مشكلة معرفة ما الذي يحفز فلانًا من الموظفين.
الدرس الثالث: أفضل طريقة لمعرفة ما يُحفز الموظفين هو سؤالهم. حدِّد اجتماعًا فرديًّا واطرح أسئلة مثل:
- ما الذي يجعل يوم العمل مميزًا من وجهة نظرك؟
- ما الذي تحتاجه حتى تؤدي عملك بأفضل ما يمكن؟
- كيف تُحب أن يُقدَّر تميزك في العمل؟
- ما الذي يمكن أن يجعل عملك أكثر إرضاءً لك؟
الاحتفاظ بالموظفين الأكْفَاء يبدأ مبكرًا
وتختم الكاتبة بالقول إن المديرين يسألون هذه الأسئلة عادةً عندما يكون الموظف على وشك مغادرة العمل. ولكن إذا كنتَ ترغب في الاحتفاظ بالموظفين الموهوبين لديك، وإشعال جذوة الأداء الأفضل لدى جميع موظفيك، فضع هذه الدروس الثلاثة في اعتبارك:
- لا تظن أن الحافز يتعلق دائمًا بالمال.
- دوافع الموظفين وما يحفزهم يختلف من شخص إلى آخر.
- خصص بعض الوقت لتعرف ما الذي يحفز كل شخص من فريقك.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».