محطات الطاقة النووية حول العالم تنتج حوالي 10% من كهرباء العالم، وهناك 15 دولة فقط هي التي تنتج 91% من الطاقة النووية.
نشر موقع «المنتدى الاقتصادي العالمي» تقريرًا لجوفيند بوتادا، الكاتب لدى شركة «فيجوال كابيتاليست» والمهتم بتقلبات السلع والتعدين والطاقة، أورد فيه بعض الإحصائيات التي تُشير إلى الدول الأكثر إنتاجًا للطاقة النووية في العالم اليوم.
يبدأ الكاتب تقريره بالقول إن محطات الطاقة النووية حول العالم تنتج حوالي 10% من كهرباء العالم، وهناك 15 دولة فقط هي التي تنتج 91% من الطاقة النووية؛ ومنها الولايات المتحدة التي تنتج وحدها ما يقرب من 31%، ومع تخلِّي بعض الدول، مثل ألمانيا، عن استخدامها للطاقة النووية، إلا أن الطلب على مصادر الطاقة الخالية من الكربون، ربما يتسبب في عودة ظهور الطاقة النووية في مزيج الطاقة العالمي.
مقدار الطاقة النووية الذي تنتجه كل دولة
يشير الكاتب إلى أنه هناك ما يقرب من 450 مفاعلًا نوويًّا حول العالم يزود دولًا مختلفة بالطاقة النووية، وتشكل مجتمعةً 10% من الكهرباء المُنتَجة اليوم في العالم أو نحو 4% من مزيج الطاقة العالمي.
ومع أن بعض الدول تتجه إلى الطاقة النووية بوصفها مصدرًا للطاقة النظيفة، فإن توليد الطاقة النووية شهد تباطؤًا بصورةٍ عامةٍ منذ أن بلغ ذروته في تسعينيات القرن الماضي، والرسم الموضَّح أدناه يفصل إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية بحسب الدولة في عام 2020، وفقًا لبيانات نظام معلومات مفاعلات الطاقة (PRIS).
وبحسب الرسم أعلاه، فقد بلغ الإنتاج العالمي من الطاقة النووية 2553 تيراوات في الساعة عام 2020؛ كما يوضح أن 52% من الطاقة النظيفة (الخالية من الكربون) التي أنتجتها الولايات المتحدة عام 2020 مصدره الطاقة النووية، وتشكل الطاقة النووية 70% من مزيج الطاقة في فرنسا، ويُظهر الرسم عدد المفاعلات النووية التي تمتلكها عدد من الدول ونسبة الطاقة النووية التي تنتجها من إجمالي الطاقة المُنتجَة عالميًّا، فمثلًا تملك الولايات المتحدة 96 مفاعلًا نوويًّا، تنتج ما يشكل 30.9% من إجمالي الطاقة المنتجة عالميًّا.
الدول الـ15 المُنتِجة للطاقة النووية
يلفت الكاتب إلى أن هناك 15 دولة فقط تنتج وحدها أكثر من 91% من إنتاج الطاقة النووية العالمي، وفيما يلي رسمٌ يوضح كمية الطاقة التي أنتجتها هذه البلدان في عام 2020.
وفي الولايات المتحدة، توفر الطاقة النووية أكثر من 50% من الكهرباء النظيفة للبلاد، إضافة إلى أن 88 من أصل 96 مفاعلًا نوويًّا في البلاد تلقَّت عام 2020 موافقات على استمرار تشغيلها لمدة 20 عامًا إضافية، وتستثمر الصين، وهي ثاني أكبر منتج للطاقة النووية في العالم، أكثر في قطاع الطاقة النووية في محاولة لتحقيق أهدافها فيما يتعلق بالتغير المناخي، وقد تكلف الخطة التي تهدف إلى بناء 150 مفاعلًا نوويًّا جديدًا بحلول عام 2035 ما يصل إلى 44 مليار دولار.
ومن ناحيةٍ أخرى، فإن آراء الدول الأوروبية حول الطاقة النووية متفاوتة بعض الشيء؛ فألمانيا، وهي ثامن أكبر دولة منتجة للطاقة النووية في القائمة، تخطط لإغلاق مفاعل نووي آخر عام 2022 بوصف ذلك جزءًا من خطتها للتخلص التدريجي من الطاقة النووية؛ بينما تسعى فرنسا لتوسيع قدراتها النووية.
ما هي الدول التي تعتمد أكثر على الطاقة النووية؟
ومع أن إجمالي توليد الكهرباء مفيد لإجراء مقارنة عالمية عالية المستوى، فإن هناك دولًا أصغر لم تُذكر أعلاه، ولكن لا تزال الطاقة النووية جزءًا مهمًّا من مزيج الكهرباء الخاص بها؛ وفيما يلي رسمٌ يوضح بالتفصيل حصة الطاقة النووية في مزيج الكهرباء لبعض البلدان.
يقول الكاتب إن الدول الأوروبية تهيمن على قائمة المتصدِّرين بـ14 دولة من أصل 15 من الدول الأعلى في القائمة، بما فيها فرنسا، إذ تُعد الطاقة النووية هي المصدر الأكبر للكهرباء في البلاد.
ومن المثير للاهتمام أن نشير إلى أن عددًا قليلًا فقط من هذه الدول يقع ضمن أكبر منتجي الطاقة النووية من حيث القيمة المطلقة؛ فمثلًا في سلوفاكيا، تمثل الطاقة النووية 53.6% من مزيج الكهرباء، مع أن المفاعلات النووية الأربعة الخاصة بالبلاد تشكل أقل من 1% من إجمالي الطاقة التشغيلية العالمية.
وعلى الجانب الآخر، تحتل الولايات المتحدة المرتبة الـ17 من حيث حصة الطاقة النووية في مزيجها، مع أنها أنتجت 31% من الكهرباء النووية العالمية في عام 2020، وهذا التناقض يعود في مجمله إلى حجم البلاد وعدد السكان؛ إذ إن الدول الأوروبية أصغر حجمًا بكثير وتنتج كهرباء أقل عمومًا من الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين.
مستقبل الطاقة النووية
يختم الكاتب بالقول: يتغير مشهد الطاقة النووية باستمرار، إذ كان هناك أكثر من 50 مفاعلًا نوويًّا جديدًا قيد الإنشاء في عام 2020، ومن المقرر إنشاء مئات المفاعلات الأخرى في آسيا بالأساس.
ونظرًا لأن البلدان المختلفة بدأت تبتعد عن الوقود الأحفوري، وتتبنى مصادر طاقة خالية من الكربون، قد تشهد الطاقة النووية انتعاشًا في مزيج الطاقة العالمي على الرغم من عمليات التخلص التدريجي المخطط لها في عديد من البلدان حول العالم.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».