نشر موقع «ساينس أليرت» تقريرًا أعدَّته هيلاري بروك، مراسلة صحافية للشؤون الصحية والتغذية، سلَّطت فيه الضوء على تقييم الخبراء بشأن القلق من متحور كوفيد الجديد «BA.5» على مقياس من واحد إلى عشر درجات.

وفي بداية التقرير، الذي نشره موقع « بيزنس إنسايدر»، تشير المراسلة إلى أن هناك سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد تنتشر هذا الصيف بوتيرة قياسية، ويعد هذا المتحور المختلف المعروف باسم «BA.5» جزءًا من متحور أوميكرون الشديد العدوى، ويتسبب هذا المتحور في ضجة كبيرة؛ لأنه تطور بشكلٍ أسرع حتى من متحورات أوميكرون الأخرى التي تطورت من فيروس كورونا.

احتمالية الإصابة بالمتحور الجديد تتزايد

يوضح التقرير أن الإصابة بأوميكرون كانت تعني في السابق أنك ربما تتمتع ببعض الحماية لبضعة أشهر ضد الإصابة بالفيروس مرةً أخرى، ولكن متحور «BA.5» يتهرب بصورةٍ مدروسةٍ إستراتيجيًّا من دفاعاتنا المكونة ضد السلالات السابقة من متحورات كوفيد-19، وهذا كله يعني أن حالات الإصابة بعدوى الفيروس من جديد، حتى في الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح المضاد والمصابين حديثًا، في تزايدٍ مستمرٍ.

أوميكرون

ولذلك، تزداد احتمالية إصابة الإنسان بمتحور «BA.5» مقارنةً بالمتحورات الأخرى من فيروس كورونا، وقد يبدو هذا المتحور كامنًا في كل مكان حاليًا، وقد يُصيب أي شخص، سواءً كان قد حصل بالفعل على اللقاح، أم الجرعة المعززة، أم حتى تعافى مؤخرًا من الإصابة بكوفيد-19، وأخبرنا الدكتور أنتوني فوسي، كبير خبراء الأمراض المُعدية في الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء أنه إذا كان الشخص مصابًا بمتحور «BA.1»، فهو لا يتمتع في واقع الأمر بقدرٍ كبيرٍ من الحماية الجيدة ضد متحورات «BA.4/5».

وتشير المراسلة إلى أنها طلبت من أربعة من كبار خبراء الصحة العامة المساعدة في تقييم مدى القلق الذي يجب أن نشعر به حيال هذا المتحور الجديد الخفي المتفرع من أوميكرون؛ وصحيحٌ أن تقييم مدى القلق بشأن تهديدات الأمراض المُعدية الجديدة هو ما يفعله هؤلاء الخبراء من أجل كسب لقمة العيش، إلا أن تقييم القلق من متحور «BA.5» جعلهم يتوقفون عن هذا الأمر بسبب خطورته.

وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة سيلين جوندر، خبيرة الأمراض المعدية والمحرر العام للصحة العامة في موقع منظمة «كايزر هيلث نيوز» إنه: «ليس بوسعي الإجابة على ذلك، لأن ذلك يعتمد على حالة التطعيم الخاصة بكل شخص، وعمره، وصحته، وعمله ووضعه المعيشي، وما إلى ذلك». وقدَّم خبراء آخرون أرقامًا صعبة، ولكن كان هناك تباين في إجاباتهم بناءً على المكان الذي تعيش فيه أو طبيعة شخصيتك.

مقياس القلق

أفاد التقرير أن الدكتورة بريتي مالاني، طبيبة الأمراض المُعدية في جامعة ميشيجان، كانت مستعدة لإعطاء رقم ثابت وسريع لتقييم القلق، وقالت: «أود القول إن مدى القلق يُقيم بـ3 من 10»، معربةً عن قلقها المعتدل بشأن المتحور الجديد. وأوضحت بريتي أن: «متحور «BA.5» كامنٌ في كل مكانٍ، وإذا لم تكن قد أصبت به بعد، فإن احتمال الإصابة به وارد»، مضيفة: «وإذا كنت تواظب على جرعات اللقاح المضاد بصورةٍ منتظمةٍ، فمن المؤكد أن درجة الإصابة بالمرض ستكون خفيفة، ولن يترك آثارًا طبية كبيرة».

صحة

منذ سنة واحدة
مترجم: متحور جديد يوقظ المخاوف.. متى يمكننا التخلص من كوفيد-19 نهائيًّا؟

واستدركت بريتي قائلةً؛ ولكن على الرغم من وجود «مخاطر عالية للإصابة» بهذا المتحور، فإن هناك أيضًا «أسبابًا كثيرةً تدعو إلى الشعور بالأمل، مثل العلاج المبكر باستخدام دواء باكسلوفيد المتوفر مجانًا حاليًا لجميع الأمريكيين الذين قد يحتاجون إليه»، وتابعت بيرتي أنه: «من خلال استخدام الاختبارات المنزلية للتأكد من الإصابة والحصول السريع على العلاج (لهؤلاء المعرضين لخطر الإصابة بعدوى شديدة)، يمكن التحكم في تفشي كوفيد في العالم».

كبار السن والجرعات المعززة

ينوه التقرير إلى خبراء السلامة الصحية في المملكة المتحدة، التي تسبق الولايات المتحدة بأسابيع قليلة على الأقل من حيث انتشار المتحور الجديد، قدَّروا أن الحماية التي توفرها اللقاحات ضد متحور «BA.5» «تظل على الأرجح مماثلة لتلك التي لوحظت في السابق»، مما يعني أن الأشخاص، الذين تلقوا التطعيم والجرعات المعززة، على الرغم من أنهم معرضون بالتأكيد لخطر الإصابة بمتحور «BA.5»، فإنهم على الأرجح لن ينتهي بهم المطاف إلى المستشفى أو الموت، ولكن النتائج قد تكون سلبية للغاية مع هؤلاء الذين لم يحصلوا على أحدث الجرعات المعززة، وهؤلاء الذين لم يكن لديهم برنامج عمل للوقاية من كوفيد-19 والعلاج منه.

وكان الاتحاد الأوروبي قد أصدر في وقتٍ سابقٍ من هذا الأسبوع توصياتٍ جديدةٍ للجرعة الثانية المعززة لجميع الأشخاص البالغين من العمر ستين عامًا فأكثر، بما يتماشى مع ما توصي به الولايات المتحدة بالفعل. 

وفي السياق ذاته، قالت الدكتورة أندريا عمون، مديرة المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، إننا: «نشهد حاليًا زيادة في إخطارات الإصابة بكوفيد-19، ونشهد اتجاهًا تصاعديًّا في حالات الدخول إلى المستشفيات، ووحدات العناية المركزة والتكدس في عدة دول، ويرتبط ذلك في المقام الأول بالمتحور «BA.5» المتفرع من أوميكرون». وأضافت أندريا قائلةً: «لا يزال هناك كثير من الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بعدوى كوفيد-19 الشديدة والذين نحتاج إلى حمايتهم في أسرع وقتٍ ممكنٍ».

معدلات التطعيم وموجات الحر

وذكر التقرير أن كاتلين جيتيلينا، خبيرة الصحة العامة التي تدير مدونة عالم الأوبئة المحلي الشهير، لم تكن على استعداد لتقييم القلق برقمٍ واحدٍ للولايات المتحدة بأكملها، موضحةً أن الخطر كان شديد التغير في الوقت الحالي، بناءً على المكان الذي تعيش فيه، وقالت كاتلين: «أشعر بالقلق الشديد بشأن الجنوب»، وقيَّمت مدى القلق من المتحور الجديد في هذه المنطقة بأنه قد يصل إلى درجة 7 من 10 بسبب انخفاض معدلات الجرعات المعززة، وانخفاض استخدام دواء باكسلوفيد، وانخفاض معدلات الاختبارات المنزلية، وعليه يجب على «كل شخصٍ يشعر بارتفاع في درجة الحرارة أن يعزل نفسه في منزله».

ويشير التقرير إلى أن عدد الإصابات كانت منخفضة نسبيًّا في جنوب الولايات المتحدة أثناء موجة متحور «BA.2.12.1» الأخيرة، على عكس الشمال الشرقي، إذ قالت كاتلين إن القلق لدى الناس ينبغي أن يكون في مستوى 4 من 10، والخلاصة أنه إذا حصلتَ على الجرعات المعززة بانتظامٍ، وحافظت على ارتداء الأقنعة عند الضرورة، وكانت لديك برنامج عمل للاختبار والعلاج إذا مَرِضت، فإن معظم الخبراء يتفقون على أن موجة هذا المتحور الجديد لن تكون مصدر قلقٍ لك.

وتختم المراسلة تقريرها بما قاله الدكتور أميش أدالجا، كبير الباحثين في مركز «جونز هوبكنز» الطبي، إن درجة القلق تختلف بناءً على الشخص الذي يجري التطبيق عليه؛ فإذا كان مريضًا حديثًا خضع لعملية زرع رئة، فسيكون معدل القلق 10؛ أما إذا كنتَ شخصًا سليمًا يبلغ من العمر 18 عامًا، فلن يزيد معدل القلق عن صفر؛ إن الخطر ليس مَقاسًا واحدًا يناسب الجميع».

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».

عرض التعليقات
تحميل المزيد