نشر موقع «تروث أوت» الأمريكي مقالًا أعدَّته سوزان ناصر، أستاذة في كلية «مورين فالي» بشيكاجو، ومنال التميمي، عضوة سابقة في مجلس إدارة لجنة تنسيق النضال الشعبي، سلَّطتا الضوء على تجارب بعض الآباء والأمهات الفلسطينيين في تربية أبنائهم تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.
في مطلع مقالهما، تتساءل الكاتبتان: ما الذي يعنيه أن تكون أبًا أو أُمًّا لأطفال في مواجهة عنف الاحتلال الاستيطاني؟ صحيحٌ أن جميع الآباء حول العالم متشابهون في سعيهم الدؤوب لحماية أطفالهم من أي أذى، ويحوطونهم بكل الإمكانات التي تساعد على تربيتهم ونموهم. ولكن يُحرم الآباء، الذين يعيشون في مجتمع يسيطر عليه احتلال استيطاني كالاحتلال الإسرائيلي، من قدرتهم على حماية أطفالهم في كثير من الأحيان.
وفي خضم ممارسات إسرائيلية وحشية للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، واعتقال الفلسطينيين، وتعذيبهم وتجريدهم، من صفتهم الإنسانية، يضطر الوالدان (وبخاصة الأمهات) لإدراك حقيقية أن مهمة الأبوة والأمومة في تربية أبنائهم لا يمكن فصلها عن كفاح الفلسطينيين الواسع للدفاع عن أراضيهم وعائلاتهم ومجتمعاتهم.
وبفضل مبادرات جماعية شعبية، مثل الإضرابات العمالية، ومقاطعة البضائع الإسرائيلية، وحشد الجماهير في الشوارع، وصولًا إلى القمة في مراكز قيادية، مثل الأكاديميات والناشطات في الفصول الدراسية، نجد أن الأمهات الفلسطينيات يُنظِّمن صفوفهن بطريقة إبداعية لتجاوز حواجز المشروع الصهيوني الاستيطاني العنصري المتعصب للجنس.
ثلاثة اعتقالات
تروي منال التميمي، الكاتبة المشاركة في هذا المقال، قائلةً: بصفتي أمًّا فلسطينية ومدافعة عن حقوق الإنسان في الضفة الغربية المحتلة، تعرضتُ للاعتقال ثلاث مرات على يد جنود إسرائيليين.
كانت المرة الأولى التي اعتقلتُ فيها في يناير (كانون الثاني) 2010، عندما كنتُ أشارك في مسيرة احتجاجية في قريتي، والمرة الثانية في ديسمبر (كانون الأول) 2017 أمام سجن عُوفر في الضفة الغربية، بينما كنتُ أطالب بإطلاق سراح ابنة أخي عهد التميمي من السجون الإسرائيلية. أما اعتقالي الثالث فكان في اليوم العالمي للمرأة عام 2016، عندما داهم جنود إسرائيليون منزلي في تمام الساعة الثالثة صباحًا، واتهموني بالتحريض ضد الاحتلال الإسرائيلي على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي أبريل (نيسان) 2015، نَجوتُ بشق الأنفس من محاولة اغتيال نفَّذها قناص إسرائيلي، وتلقيتُ رسالة تهديد على منصة «تويتر» في ذلك اليوم مفادها أن دمائي ستُسفك في الشوارع. وبعد ذلك، وأثناء مشاركتي في مسيرة احتجاجية في قريتي، أطلق قناص إسرائيلي النار عليَّ وأصابني في ساقي.
عهد التميمي، ناشطة فلسطينية اشتهرت بتصديها لقوات الاحتلال الإسرائيلي وهي في عمر صغير
وتُضيف منال: لكن الرعب الذي عايشته في تلك اللحظات يبدو ضئيلًا مقارنةً باللحظة التي رأيتُ فيها أنا ووالدتي ابني مكبلًا بالأغلال في محكمة عسكرية إسرائيلية، وهي محكمة ضمن النظام القانوني المكوَّن من مستويين والتابع لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي الذي يعاني منه الفلسطينيون. ولم يتمكن فلذة كبدي، الذي كان مكسورًا ومصابًا بكدمات بعد 25 يومًا من الاستجواب والتعذيب، حتى من التعرف إلى جدته.
وأخبرني ابني أن أساليب التعذيب التي مارسها جهاز الأمن الإسرائيلي بحقه تضمنت تهديده باغتصابي أنا والدته إذا لم يُقدِّم البيانات الذي تريدها السلطات الإسرائيلية. وتعرض ابني أسامة وابن أخي وليد لاعتداءٍ عنيفٍ على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي بالذخيرة الحية التي اخترقت أرجلهما وأذرعهما، خلال الوقت القصير الذي استغرقته كتابة هذه المقالة.
وعلى الرغم من أن عمرهما ليس طويلًا على كوكب الأرض، لكن أسامة ووليدًا وعديدًا من الشباب الفلسطينيين، الذين شهدوا ونجوا من آلة العنف الإسرائيلي التي لا ترحم، لم يهنأوا بمرحلة شبابهم ومرحها. وهذا العنف الذي تمارسه إسرائيل يعمل من خلال قوانينها ويحافظ على العنصرية الهيكلية عن طريق الاستيطان العسكري للأراضي الفلسطينية والشعب الفلسطيني. ونادرًا ما نرى الحكومات الغربية تطعن في «قانونية» هذه الممارسات العنيفة، بل إنها كثيرًا ما تُساعد عليها.
ورش عمل للصمود
توضح الكاتبتان أنه في ظل عدم توفر حماية خارجية لأطفال الأمهات الفلسطينيات، وبالتأكيد لأنهن لا ينتظرن حماية من الرئيس الأمريكي جو بايدن، وفي ظل عدم مساءلة إسرائيل عما ترتكبه من جرائم، كان على هؤلاء الأمهات أن يبتكرن برامج لا تخطر على بال أي أب وأم.
وبدأت الأمهات الفلسطينيات في تنظيم ورش عمل، بمساعدة من معتقلين سياسيين سابقين، ومحامين، وأخصائيين نفسيين، تهدف إلى تعليم الأطفال، الذين لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات، كيفية الصمود أمام جميع وسائل الإيذاء النفسي، والعنف الجسدي التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال فترات الاعتقال والاستجواب والاحتجاز.
وكانت فكرة تنظيم ورش العمل تلك مبادرة أطلقتها عائلات قرية النبي صالح، إحدى قرى فلسطين الواقعة قرب مدينة رام الله، ابتداءً من عام 2013 بعد أن بدأ الجيش الإسرائيلي في شنِّ حملات عدائية مقصودة لاعتقال الأطفال في قرية النبي صالح، بوصفها شكلًا من أشكال العقاب الجماعي، ووسيلة لإشعار الكبار بالذنب من خلال الضغط وبث الخوف في نفوس القُصَّر للإدلاء بمعلومات. وورش العمل تلك شبيهة ببرنامج «الحوار – The Talk» الذي يضطر فيه الآباء السود في الولايات المتحدة إلى التحدث مع أطفالهم بشأن كيفية التعامل مع تطبيق القانون المتَّهم بالعنصرية والذي يستهدفهم بطريقة منهجية وعنيفة مقصودة.
وتؤكد الكاتبتان أن التعرض للعنف الإسرائيلي، الذي ترعاه الدولة، يتسبب في الإصابة باضطرابات نفسية حادة. ويتعرض أطفال فلسطينيون وأولياء أمورهم لكثير من الأذى النفسي بسبب ما يعانونه من فقدان كبير وتمزقات في حياتهم، ويعانون غالبًا من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة.
ومن أجل تخفيف وطأة المعاناة النفسية على أطفالهم، تعاون الآباء في قرية النبي صالح مع استشاريين للصدمات النفسية من المعهد الفلسطيني للطفولة في جامعة النجاح ومركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب. ويعمل مستشارو الصدمات النفسية جاهدين من أجل مساعدة الأطفال، الذين يعانون من درجات مرتفعة من التوتر والقلق، من خلال استيعاب تجاربهم وتزويدهم بإستراتيجيات السيطرة على التوتر للتغلب على العنف الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ضدهم وضد عائلاتهم.
ومع انتشار تكنولوجيا الفيديو، تتضمن جهود الآباء لمساعدة أطفالهم تدريبهم على كيفية استخدام كاميرات هواتفهم المحمولة لتوثيق الممارسات الفظيعة التي ترتكبها الدولة العنصرية وسياسات الفصل العنصري في الضفة الغربية المحتلة. وكانت جنة جهاد (ابنة شقيق منال التميمي)، الصحافية الفلسطينية المراهقة الفذَّة، تستخدم هاتفها وسيلةً لبث ممارسات الجيش الإسرائيلي القمعية والمميتة بحق الفلسطينيين.
وعلى نحو مماثل، كانت مقاطع الفيديو التي تلتقطها كاميرات الهواتف المحمولة تُستخدم لتصوير ممارسات الشرطة الأمريكية الوحشية ضد السود: قبل عامين، سجلت المراهقة دارنيلا فرايزر بكاميرا هاتفها اللحظات الأخيرة المؤلمة من حياة جورج فلويد. ومن دون شجاعة الأطفال، مثل جنة ودارنيلا، اللتين سجَّلتا هذه الفيديوهات في مواقف خطرة، لم يكن بمقدور شعوب العالم أن تكتشف كيف يُدمر الاحتلال العسكري حياة الملايين من الفلسطينيين، وكيف تتعرض الحياة اليومية للملونين في الولايات المتحدة للتخريب والتعطيل.
وبدون تصوير هذه المقاطع، تختفي هذه الحالات ببساطة أو لن تُسجل أبدًا بالطريقة المناسبة. وفي حين أن بعض مبادئ الأبوة والأمومة ذات طابع عالمي، فإن الحقيقة المأساوية تتمثل في أن هناك مستوًى آخر من الآباء الفلسطينيين والآباء من ذوي البشرة الملونة الذين يعيشون في الولايات المتحدة يعملون بجد من أجل القضاء على الأنظمة الاستيطانية وسيادة العِرق الأبيض.
أمهات فلسطينيات في خط المواجهة
تُنوِّه الكاتبتان إلى أنه بينما عُرِف عن الفلسطينيين اهتمامهم المستمر بمحاصيلهم، وزراعة بساتين البرتقال وأشجار الزيتون، سارعت الأمهات الفلسطينيات إلى زراعة حدائق منازلهن خلال الانتفاضة الأولى بوصفها وسيلة لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية ومقاومة الاحتلال وزيادة الوعي بممارسات إسرائيل القمعية.
وفي مدينة «بيت ساحور»، رفضت العائلات الفلسطينية دفع الضرائب لإسرائيل من أجل إبطاء نمو الاقتصاد الذي يُغذي عمليات ضم أراضيهم. وعندما أصبح التعليم نفسه مجرَّمًا خلال الانتفاضة الأولى، أغلق مسؤولون إسرائيليون عددًا من المدارس والجامعات إلى أجل غير مسمى، وابتكر الآباء والأمهات الفلسطينيون مسارات بديلة مبتكرة من خلال تطوير برامج تعليمية سرية، وهي حركة أنقذت العقول.
وعلى الرغم من عمليات إطلاق النار والاعتداءات الوحشية التي شجَّعها إسحاق رابين، وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، وأمر القوات الإسرائيلية بـ«تكسير عظام» المتظاهرين الفلسطينيين، أثبتت أمهات الفلسطينيين حضورًا قويًّا في الشوارع في مواجهة مباشرة مع الجنود الإسرائيليين المسلَّحين.
سيدات فلسطينيات يلتقطن «سيلفي» أمام بيت مهدم إبان العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2021
والأكثر من ذلك، سيُعد تقصيرًا بالغًا من جانبنا إذا لم نُسلِّط الضوء على دور الأمهات في قطاع غزة، أحد أصعب الأماكن على وجه الأرض لأي أم، ذلك أن الأمهات ظللن أسيرات، خلال الخمسة عشر عامًا الماضية، بسبب الحصار البري المدمر والحصار البحري الذي يتيح للأمهات موارد غير كافية لتلبية احتياجات فلذات أكبادهن الأساسية، مع انعدام الأمن الغذائي وعدم توفر مياه نقية ومحدودية الوصول إلى الرعاية الصحية والإمدادات الطبية.
ومع ذلك، وفي مواجهة هذا الحصار المميت والعمليات العسكرية القاسية، شاهدنا أمهات فلسطينيات ومقدمي رعاية مجتمعية، مثل رزان النجار، مسعفة فلسطينية أُطلق عليها النار عمدًا واستشهدت أثناء تقديمها المساعدة الطبية الطارئة المنقذة خلال مسيرة العودة الكبرى في عام 2018.
ولاحظنا جميعًا أن أم رازان ارتَدَت، على الرغم من أحزانها على فراق كريمتها، سترة طبية وانضمت إلى الاحتجاجات لإكمال مهمة رزان في رعاية المصابين. وكانت لهذه التضحيات وجهود الأمومة الضرورية تأثيرًا قويًّا، كما أنها شكَّلت إستراتيجيات سياسية فعَّالة لمقاومة الاحتلال الاستيطاني. إنهم يُسجلون تاريخًا مُشرفًا للضغط الاقتصادي والدولي على إسرائيل لكي تتفاوض وتعترف بحرية الفلسطينيين وحقهم في المساواة.
تحرير فلسطين بوصفها قضية «عدالة نسوية»
تشير الكاتبتان إلى أن الأمهات الفلسطينيات يواصلن العمل في الخطوط الأمامية على الرغم من فشل اتفاقيات أوسلو في تحقيق أي نتائج. وكانت جهود التفاوض تلك تحددها إلى حد كبير طموحات إسرائيل السياسية بالسيطرة الكاملة والشاملة بدلًا من حصول الفلسطينيين على حريتهم. وعلى الرغم من كل أوجه القصور، رفض الفلسطينيون في تلك المفاوضات التنازل عن حقهم في العودة أو التنازل عن حق تقرير المصير والاستقلال.
وفي الوقت الحالي، تصر إسرائيل على تعزيز طموحاتها السياسية من خلال تصعيد قمعها واعتدائها على حق الأبوة والأمومة من خلال شنِّها حملة إزالة غاشمة في أحياء القدس الشرقية مثل حي الشيخ جرَّاح. وفي الوقت الذي يناضل فيه الآباء الفلسطينيون لتربية أبنائهم في أشد الظروف قهرًا، يجدون أنفسهم في مواجهة مشروع للتوسع الاستيطاني وتهجير عائلاتهم.
وتعد جهودهم تلك رمزًا لإصرار شعبنا على التحرر تمامًا، وبعد 74 عامًا، لا يزال الفلسطينيون يواصلون مقاومة الاحتلال الاستيطاني بوسائل ظاهرة وأخرى خفية، وهم يقاومون الاحتلال الإسرائيلي بوصفهم أمهات ومنظمي أنشطة على مستوى المجتمعات المحلية وباحثين وفنانين وكُتَّاب وغير ذلك.
ومن ثمَّ، عندما نتحدث عن تحقيق العدالة لفلسطين، يتعين علينا أن ندعم ونؤيد حقيقة أن تحرير فلسطين هي قضية عدالة نسوية عن طريق الإقرار باعتداء إسرائيل على نساء فلسطين وأطفالها. وعلى الرغم من الأذى الذي يتسبب فيه الاحتلال الإسرائيلي ويلحقه بالصحة الجسدية والنفسية للآباء والأمهات، يواصل هؤلاء الآباء والأمهات المشاركة في الكفاح من أجل حق العودة وتقرير المصير وإنهاء الفصل العنصري لدولة الاحتلال الإسرائيلي واغتصابها لأرض فلسطين. ومن غير الممكن تحقيق ذلك دون تدخلات سياسية وبذل تضحيات وتحلي الأمهات الفلسطينيات بالحكمة والقيادة.
عنف إسرائيلي بلا هوادة
تلفت الكاتبتان إلى أن إسرائيل تواصل اعتداءاتها بلا توقف على الفلسطينيين، وتستولي على أراضيهم مستخدمةً الأسلحة الأمريكية. ومن غير المنطقي أن يرفض أعضاء في الكونجرس الأمريكي، مثل يان شاكوفسكي، التوقيع على قانون الأطفال والعائلات الفلسطينية (قرار مجلس النواب رقم 2590).
ويمكن للمشرِّعين الأمريكيين، بجرة قلم، تغيير علاقة فلسطين بدولة الفصل العنصري الإسرائيلي بطريقة جذرية. وإذا أُقِرَّ مشروع قانون تأكيد قيمة الحياة، فقد يوفر الحماية لأرواح الأطفال الفلسطينيين، مثل أحمد مناصرة، الذي لا يزال أسيرًا في الحبس الانفرادي الإسرائيلي على الرغم من تدهور حالته الصحية النفسية، ومن المرجح أن تتفاقم حالته بسبب الانتهاكات التي ارتكبتها سلطات السجون الإسرائيلية في حقه.
وتؤكد الكاتبتان أن أرواح الشعب الفلسطيني تتعرض للسلب والاختطاف، وآية ذلك أنهم يتعرضون لتهديد دائم بالإجلاء من منازلهم وأراضيهم في عدة مناطق فلسطينية، مثل «مسافر يطا» وحي «الشيخ جرَّاح»، كما يُستهدف الصحافيون، مثل شيرين أبو عاقلة، لأنهم يفضحون ما ترتكبه دولة إسرائيل العنصرية من فظائع. وتُعد الحكومة الأمريكية متواطئة مع الاحتلال الإسرائيلي بصمتها وعدم وقوفها في وجه تلك الانتهاكات، حتى عندما قتلت القوات الإسرائيلية مواطنين أمريكيين، كما حدث هذا العام مع عمر الأسد، الفلسطيني الأمريكي صاحب الـ80 عامًا.
الرئيس الأمريكي جو بايدن مع بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود المتطرف
وعلى الرغم من المشاهد غير الإنسانية، يرفض الفلسطينيون الخضوع لتصعيد إسرائيل ممارساتها العنيفة. ولن يقفوا مكتوفي الأيدي بينما يناقش المشرِّعون الأمريكيون مزايا قرار رقم 2590 أو يتجاهلونه. وبدلًا من ذلك، فإنهم يواجهون الممارسات الصهيونية والفصل العنصري بالمقاومة الشعبية.
وتختم الكاتبتان مقالهما بتأكيد أن الحياة في ظل الاحتلال الإسرائيلي وفي مواجهة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان تتطلب مقاومة وحملات عمل مباشر ينظمها المنفيون واللاجئون وهؤلاء الذين يعيشون تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي. ويبذل الآباء والأمهات في فلسطين قصارى جهدهم لمواجهة هذا التحدي. ومع ذلك، أكدت رحلة بايدن الأخيرة إلى المنطقة بوضوح أن إدارته لن تدعم مثل هذه الجهود فحسب، بل ستكون حجر عثرة في طريق تحقيق حرية الفلسطينيين. وبهذه الطريقة، يسير بايدن على خطى سلفه ترامب، ولن يتحمل العواقب الوخيمة لهذا سوى الشباب الفلسطيني وآبائهم وأمهاتهم، الذين يكافحون من أجل حماية أبنائهم ودعم حريتهم في الوقت ذاته.
هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «ساسة بوست».