نجحت مدينة دمشق فى عزل نفسها عن وقائع المواجهات، سواء كانت تظاهرات، أو عنفًا مُسلحًا في أغلب المدن المُجاورة لها؛ لأسباب مرتبطة بتحصينها عسكريًا منذ عهد حافظ الأسد، وتبعه فى ذلك نجله بشار، فضلًا عن تصميمها عمرانيًا بشكل أتاح للقوات السورية الانتشار السريع لفض أي تجمع احتجاجي.
ساهم ذلك في تحول العاصمة السورية، في خضم الثورة واتساع رقعة الاحتجاجات بأغلب المدن السورية، إلى رمز لما سمي بصمود الأسد وقواته، عبر توظيف صور شوارعها للتدليل على استقرار الأوضاع، وقبضة النظام القوية القادرة على الحفاظ على الدولة من السقوط، كما يقول المسؤولون دومًا.
يرسم التقرير التالي صورة شاملة عن الحياة داخل العاصمة السورية بعد سنوات الحرب؛ وأسباب قدرة النظام على عزلها عن بقية المدن وفض أي تجمعات احتجاجية، وكيف عززت سياسات النظام السوري الطائفية بين سكانها حتى باتت الانتماءات الطائفية محددًا رئيسًا في اختيار المواطنين لمناطق سكنهم.
هنا «دمشق».. لا ثرثرة داخل العاصمة
لا يخفى عن المتجول داخل شوارع دمشق شعارات الوحدة والاشتراكية والصور العملاقة لبشار الأسد، وأبيه الراحل حافظ، المكتظة بها شوارع المدينة، وفق شهادات لعدد من سكان المدينة لـ«ساسة بوست»؛ إذ باتت هذه الشعارات والصور ملمحًا رئيسًا للمدينة، فضلًا عن تحول التظاهرات الداعمة للنظام إلى مشهد يومي بوسط العاصمة.
Embed from Getty Images
سيارة أجرة تسير في دمشق
قبل سبعة أعوام وتحديدًا في يوليو (تموز) 2011 مع بداية أحداث الثورة السورية خرجت مظاهرة قرب جامع الحسن في حي الميدان بدمشق لتُعلن عن تشكُل نواة احتجاجية من سكان العاصمة، ممن قرروا كسر قيود الخوف بهذه التظاهرات، واللحاق بركب الثورة السورية التي عمت كُل أرجاء سوريا، قبل أن تنجح قوات الأمن في تفريق هذه العناصر، وإحكام سيطرتها على العاصمة، وتشتيتهم جميعًا.
تشكلت هذه النواة الاحتجاجية في أحياء دوما وداريا، وهي مناطق معادية للنظام، وتسكنها الطائفة السنية، على خلاف الضواحي العلوية والدرزية والمسيحية، التي لم تعرف تقريبًا أية مظاهرة ضد الأسد، بل على العكس عرفت مظاهرات مناصرة له، لأسباب لها علاقة بكون سكان هؤلاء المناطق يشغلون وظائف حكومية في القطاع العام والجيش.
لم تكن هذه التجمعات المناهضة للنظام على دراية ببنية دمشق العمرانية ذات الشوارع العريضة المُحاطة بمثيلاتها، والتي صممها حافظ الأسد؛ لتهيئة مرور الآليات العسكرية المصفحة بسهولة من أجل إحباط كل حركة احتجاجية غرضها التوسع؛ ليكون مآل هذه التظاهرة هو عدم القدرة على الاستمرار ومقاومة آليات النظام العسكرية.
قبل عشرات السنوات أدرك حافظ الأسد، ومن بعده نجله ووريثه فى الحُكم بشار، أن سقوط دمشق هو سقوط للنظام بأكمله؛ فعملا على تحصينها بمخيمات عسكرية أغلبية ساكنيها من العلويين، تنحصر مهامها في مراقبة المحاور الرئيسة المؤدية إلى خارج العاصمة حال وجود أية حركات احتجاجية، فضلًا عن تأسيس جيش من المخبرين فى العاصمة السورية كشركاء للنظام، ينقلون له كُل الأحاديث على المقاهي، ويرصدون أية نواة تجمع احتجاجي.
لم تقف عسكرة العاصمة عند ذلك؛ بل شرع بشار فى تشييد أحياء كبيرة مزودة بمراكز تجارية ومناطق ترفيه كمناطق سكنية لكوادر الجيش القادمين من الأقاليم، وخاصة من المناطق العلوية (الشمال الغربي للبلاد)، وهي مناطق نفوذ لعشيرة الأسد. كما وزع الموظفين والعسكريين ذوي الرتب الأدنى بالضواحي في أحياء ومخيمات عسكرية واقعة على الطرق الرئيسة؛ كقوة أمنية لقطع الطرق حال حدوث أي احتجاجات، وعزل العاصمة عن المدن الباقية. تحولت دمشق بهذا التصميم العمرانى، والانتشار المُكثف للمخبرين في كُل أزقة العاصمة، وقوات الأمن المنتشرة على الطرق السريعة مقبرة لكُل مواطن تسول له نفسه الهمس عن نظام بشار الأسد بسوء.
لا أدل على هذه القبضة الحديدية لنظام الأسد على سكان دمشق سوى الموقف الذي حكاه الروائي بلال فضل في مقال منشور له بموقع جريدة «القدس العربي» خلال إحدى زياراته للعاصمة السورية في 2002، حين داعب مواطن سوري رافقه في رحلته حول الشبه بينه وبين بشار الأسد، ويقول: «قضى مرافقنا لحظتين من الصمت قضاهما في تجميع معنى ما قلته، قبل أن نفاجأ به يجري مبتعدًا نحو موقف السيارات، برغم أننا كنا نسير لوحدنا في الطريق المؤدي إليه، ولا توجد فرصة لأن يسمعنا أحد».
وينقل عن رفيقه، قائلًا: «ما بتعرفوا المخابرات عنّا هون.. ولك بيحطوك في حِمِض بتدوب فيه ما حدا بيعرف إذا الله خلقك»، قبل أن يمضي طريقه إلى فندق الشيراتون في رواية حكايات عن فلان الذي اختفى منذ 10 أعوام؛ لأنه قال نكتة على مقهى، وعلان الذي لا يعرف أحد له أثرًا؛ بعد اختفائه؛ لأن زوجته الغاضبة من خيانته أبلغت عنه بأنه يفكر في قلب نظام الحكم.
بقاء دمشق بعيدًا عن أية تظاهرات احتجاجية خلق سردية راجت وسط المحللين حول الفصام الكامل بين الواقع الذي تعيشه دمشق، وواقع الحرب والموت والتشرد الذي يعيشه بقيّةُ السوريين في المناطق الأخرى من سورية، يوضح ذلك فاروق مردم بك الكاتب والمُثقف والناشر السوري الذي يعيش فى فرنسا لموقع «الجمهورية»: «الانفصال الذي تتكلم عليه نتيجةٌ سياسة مقصودة من طرف نظام حافظ الأسد. لن أعود الآن إلى تحليل بنية هذا النظام، ولكن لا بدّ من الإشارة إلى أنّه كان يسعى منذ قيامه إلى إنشاء حلفٍ بين عصبته الطائفيّة الضيّقة من جهة، وبين بعض الأرياف من جهةٍ ثانية، وبين مدينة دمشق بالذات من جهةٍ ثالثة؛ لأنّها عاصمته و(واجهته) والمركز الرئيس لبيروقراطيّته وأجهزته القمعيّة».
الوجه الآخر للحرب السورية: نوادي ليلية للرقص في دمشق!
على خلاف الصورة الغالبة للمدن السورية في نشرات الأخبار، التي تحمل في يومياتها مشاهد عن الدم والقصف والتفجيرات، وأرقامًا بالآلاف حول نزوح مواطنيها إلى الخارج، تظل العاصمة السورية دمشق، ومركز السلطة لنظام بشار الأسد، مُحتفظة بقدر من الاستقرار الأمنى لسكانها؛ أتاح لهم الاستمرار بالحياة في كنف السلطة التي وظفتهم كدليل على الوضع الآمن لسوريا.
Embed from Getty Images
مدينة دمشق
أحد المشاهد الدالة على الانفصال الكامل عما يعيشه سكان دمشق عن أقرانهم في المدن التي تخضع لحروب، هو تحول حي باب شرقي، أحد أحياء دمشق القديمة إلى مركز للحياة الليلية في دمشق؛ إذ جرى افتتاح حانات ليلية على مدار السنوات السابقة، ونواد للرقص بكثافة، يرتادها السكان يوميًا، وتكتظ يومي الخميس والجمعة كحال أغلب «بارات» أوروبا.
سومر هزيم، مدير حانتين في باب شرقي، يقول في مقابلة لموقع «بي بي سي» عربي: «خلال السنتين الماضيتين؛ هالحانات اللي فتحت أبوابها رجعت الحياة من جديد، رجعت نوع من التفاؤل، خلقت حالة مستقلة من الأجواء المحيطة بينا، تحس أن فيه أمل في الحياة». يضيف: «نحن نحاول التأقلم على الحياة؛ لابد أن نستمر في حياتنا».
يتجلى هذا الانفصال الشعوري عن آثار الحرب الدائرة على بعد أمتار في مدن مجاورة لهم في اللافتات التي تزينت بها هذه الحانات؛ إذ وُجدت لافتة كُتِبَ عليها «اشرب بكرا تحت التراب»، وتزينّت أخرى برسمٍ لـ«غوّار الطوشة» إلى جانب عنوان إحدى مسرحياته الشهيرة «كاسك يا وطن».
لا تقتصر مظاهر التنزه عند سكان مدينة دمشق عند السهر في الحانات الليلية بوسط العاصمة؛ إذ ينتقل الكثيرون منهم إلى بيروت لقضاء يومى الجمعة والسبت في سياراتهم الخاصة عبر الحدود اللبنانية السورية إلى بيروت من معبر المصنع – الجديدة.
واحدة من هؤلاء رغد ياسين 37 عامًا التي التقاها مُحرر «ساسة بوست» في بيروت؛ إذ تقول: «نحن بندعم بشار الأسد؛ لولاه كانت دمشق كحال أغلب المدن السورية. في مصر بيحاربوا الإرهابيين في سيناء؛ وإحنا كمان بنحارب الدواعش اللي عايزين يقضوا علينا». لا تشعر «رغد» بتغيير كبير في حياتها مع ويلات الحرب السورية وسماعها بعض أصوات القاذفات؛ تقول: «أعيش حياة طبيعية. دمشق مدينة هادئة وطبيعية، وباتت مكانًا للسهر، ونذهب في بعض الأحيان لبيروت للتنزه والعودة من جديد».
دمشق التي باتت أكثر طائفية.. طائفتك تُحدد موقعك في العاصمة
«أنت مسيحي أم سني أم شيعي؟» بات هذا السؤال هو المعيار الأول الذي يبني عليه المواطن السوري النازح إلى العاصمة تفضيلاته في مناطق السكن المُقترحة عليه، سواء كان استئجارًا أو شراءً لأحد محال العقار؛ إذ شكل الانتماء الديني والطائفي العامل الأول في القبول من عدمه لبيع عقار أو استئجاره لأحد المواطنين.
Embed from Getty Images
صورة لأحد أحياء دمشق
رهف، فتاة سورية سنية، ثلاثينية العُمر، اضطرت لمغادرة إدلب للاستقرار فى دمشق، بعدما ساءت الأوضاع الميدانية في مدينتها. شكل انتماء رهف الديني صعوبة كبيرة في اختيار مسكن لها بوسط العاصمة؛ تقول في مقابلة خاصة لموقع «الجمهورية»: «عثرت على بعض المنازل المناسبة في مناطق دمشق القديمة والقصاع وباب توما، لكن معظم أصحاب تلك البيوت الواقعة في أحياء ذات أغلبية مسيحية وشيعية لا يٌفضلون تأجير منازلهم لمسلمين سنّة، وهو ما استنتجته بعد بحث طويل مستمر منذ أسابيع».
تتجلى أوضح صور للطائفية التي تعمقت في العاصمة في منع دخول مواطنين من ديانات مُخالفة لزيارة مناطق أخرى يسكنها سُكان منتمون لديانات مُخالفة للزائر؛ فالمواطن الدمشقي بات مؤمنًا أن التقوقع على هويته والاحتماء بأبناء طائفته هو السبيل لحمايته من أي أضرار قد تلحق به.
كُل ذلك جعل التقسيم الطائفي للأحياء السكنية لدمشق هو المُحدد الرئيس فى تفضيلات حركة البيع أو الشراء؛ فنجد أن مالكي المساكن من حيي باب السلام والعمارة، تذهب تفضيلاتهم إلى اختيار أصحاب الديانة المسلمة السنية، سواء كانت عملية بيع، أو استئجار، أما في الأحياء التي تقطنها أغلبية شيعية، مثل حي الجورة، فتكون الأولوية في البيع لأصحاب الأموال من الطائفة الشيعية، وفي بعض الأحيان من المسيحيين، وكذلك الأمر في الأحياء ذات الأغلبية المسيحية، التي يفضّل سكانها قدوم قاطنين جدد مسيحيين.
نمى هذه الطائفية كذلك الحضور الإيراني الآخذ فى التزايد داخل دمشق؛ إذ تحول مواطنون إيرانيون وإيرانيات إلى مُلاك لعشرات العقارات في أحياء مختلفة أبرزها المدينة القديمة، والتى جرت عملية البيع لهم بواسطة ملّاك سوريين جدد من الطائفة الشيعية؛ كوسطاء في عملية البيع والشراء.
كما ساهم الاتشار الكبير للميليشيات الشيعية، الداعمة لنظام الأسد في تكريس مظاهر الطائفية بين أحياء دمشق، وأصبحت مسيرات العزاء عادة شبه يومية فضلًا عن رفع لافتات وشعارات طائفية لم تعرفها العاصمة يومًا من قبل، مثل: لبيك يا حسين ولبيك يا زينب؛ مما ساهم في التضييق الكبير على وجود السنة والمسيحيين.
كيف يحاول بشار الأسد منح دمشق قبلة الحياة من جديد؟
صمم بشار الأسد استراتيجية جديدة يسعى من خلالها إلى إعادة الأضواء إلى العاصمة السورية، ولرسم صورة عن استقرار سوريا، والأوضاع الأمنية، وأن البلاد عادت في أبهى صورها كما كانت، فيما ذهبت سنوات الخراب بلا عودة. تركزت الاستراتيجية الجديدة على إعادة تنظيم الاحتفالات الثقافية والسينمائية عبر استقبال وفود من الفنانين العرب والمشاهير الداعمين له في العاصمة السورية، وتوظيفهم من أجل تحسين الصورة الذهنية عن نظامه فى الخارج والداخل.
واحدة من هذه الاحتفالات كانت في أغسطس (آب) العام الماضي، عن طريق تنظيم الدورة رقم 29 لمعرض سوريا الدولي للكتاب الذي أُقيمت فعالياته بمكتبة الأسد الوطنية بحضور 150 ناشرًا عربيًا، بينهم 25 دار نشر مصرية تعرض إصدارات بشكل غير مباشر من خلال التوكيلات لدار المناهل السورية، وذلك بمُشاركة فنانين مصريين، مثل محمد صبحي، وإلهام شاهين، والمخرج عمر عبد العزيز، رئيس اتحاد النقابات الفنية، وغيرهم.
يظهر التوظيف السياسي كذلك لهذه المهرجانات بقائمة الحضور فيها، وكلماتهم التي عادة ما تربط بين عودة هذه الفاعليات ونجاحات بشار الأسد في مواجهة العناصر ما يسمى بالعناصر التخريبية، كما أوضحت كلمة نجاح العطار، نائبة رئيس النظام السوري بشار الأسد، خلال افتتاح معرض الكتاب، إذ قالت: «باسمكم واسمي أرفع تحية إجلال ومحبة للسيد الرئيس بشار الأسد، والجيش العربي السوري المناضل، ولأرواح شهدائنا الأبرار الذين رووا أرضنا الطاهرة أرض البطولات والتضحيات بدمائهم البريئة».
وأضافت: «تكتب سوريا اليوم صفحات مشرقة من تاريخ متميز، يتسم بكل ألوان البطولة التي أبداها جيشنا وشعبنا بقيادة الرئيس الأسد، وما كان ممكنًا أن نفتتح معرض الكتاب لولا ما بُذل من جهد وتضحيات حررت أرضنا وأودت بالإرهابيين إلى الهلاك».
الفنانة إلهام شاهين تدعم بشار الأسد
ليست هذه المرة الوحيدة التى يزور فيها فنانون مصريون سوريا؛ إذ شاركت إلهام شاهين، الفنانة المصرية، وفاروق الفيشاوي، فنان مصري، في الاحتفالات بعيد الاستقلال المقامة بقلعة حلب بدولة سوريا، وكان من ضمن الحضور بشر اليازجي، وزير السياحة السورية، وذلك في 20 أبريل (نيسان) لعام 2018، والتقطوا صورًا مع بشار الأسد، وأطلقوا تصريحات بضرورة الدفاع عن سوريا، ودعم النظام السوري.
لا تتوقف الزيارات والدعوات لفنانين عرب ووفود حزبية غربية مناصرة لليمين الشعبوي لزيارة سوريا، كحال وفد حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني الشعبوي، الذى زار سوريا في مارس (آذار) 2018، والتقى بمفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون، الذي قال عنه إنه «من أكثر المدافعين عن الفصل التام بين الدولة والدين، وأحد دعاة السلام بين الطوائف الدينية المختلفة».
لم يتوقف رئيس الوفد كريستيان بليكس النائب البرلماني عن كتلة الحزب في برلمان ولاية شمال الراين ويستفاليا (غرب)، عن نشر تغريدات خلال الزيارة التي دامت سبعة أيام عن أن كل شيء «على ما يرام» في دمشق التابعة لسيطرة نظام الرئيس بشار الأسد، حيث «يعيش الناس حياتهم اليومية باعتيادية»، و«النساء يتمتعن بحرية كاملة».
ويعتقد طارق الشناوي، الناقد الفني، في مقالة منشورة له على موقع «المصري اليوم» أن هناك محاولة دائمة لتكثيف وتكييف كل ذلك وقراءته باعتباره يعني بقاء شخص واحد على سدة الحكم، وكأن الوطن قد تماهى تمامًا في صورة وملامح بشار.
ويوضح: «كل ما يجري من تظاهرات ثقافية ليست سوى تنويعة على نفس نغمة مبايعة بشار. الدولة تُديرالمؤسسة الثقافية والفنية لتستطيع من خلالها تمرير أفكارها، وفى نفس الوقت تتحول إلى ورقة ضغط لصالحها، تحدد من يحق له العمل، ومن تقفل أمامه كل أبواب الفن والرزق؛ لضمان أن يتوجه الجميع لتأييد السلطة السياسية خوفًا من ضراوة العقاب».